الإمدادات الحساسة

يركز مصنعو المولدات ومزودو خدمة الإيجار على توفير حلول فعالة من حيث التكلفة وموثوقة ومبتكرة للمستخدمين النهائيين.

في مجال الطاقة يتواجد مجموعة كبيرة من الآلات والعروض، بدءًا من أبسط المولدات ذات التكلفة المنخفضة إلى المولدات الكبيرة المتطورة والمستخدمة في التطبيقات المتخصصة والحساسة.

عندما يتعلق الأمر بالوظائف المعقدة، يعتمد العديد من العملاء على شركات التأجير بسبب خبرتهم. قامت شركة أجريكو في شهر ديسمبر بتوقيع عقد مدته خمس سنوات لتقديم حل طاقة هجين يعمل ببطارية تعمل بالغاز بقدرة ٢٤ ميجاوات إلى مصنع الصلب في الفجيرة، يعد هذا المصنع هو الأكبر من نوعه في الإمارات العربية المتحدة حيث يوفر ١.١ مليون طن من مكونات الصلب لقطاع البناء والتصنيع.

يشمل نشر شركة أجريكو عدد ١٣ مولد فعال يعمل بالغاز والذي يوفر ١٩ ميجاوات من الطاقة الأولية ونظام بطارية بقدرة 5 ميجاوات يشتمل على خمس مجموعات من البطاريات توفر تنظيم الترددات والطاقة الاحتياطية. سيقوم نظام البطارية بإزالة الحاجة إلى الاحتياطي الدوار وتحقيق التوازن بين الارتفاعات المفاجئة في حمل المصنع. سابقًا، كان يتم إدارته بواسطة مولدات الديزل التي تعمل باستمرار عند التحميل الجزئي والتي تستهلك كميات كبيرة من الوقود وتزيد من انبعاثات الكربون الإجمالية

يقول فيل بيرنز، المدير الإداري لشركة أجريكو آسيا والشرق الأوسط "من خلال استخدام برنامج المراقبة الخاص الذي يساعدنا على اتخاذ القرارات بناءً على البيانات، تمكنا أيضًا من توفير ٤٩٪ من تكاليف الوقود"، "نحن سعداء لأننا تمكنا من تحقيق خفض في انبعاثات الكربون لشركة المتحدة لصناعة الصلب مع الاستمرار في تحسين الكفاءة الإجمالية للوقود في المصنع".

يقول آندي كارتر المدير العام لهيرتز دايم أن شركات التأجير تواجه مجموعة واسعة من المشاريع المختلفة من حيث النطاق والموقع ويضيف قائلًا " مشاريعنا الأصغر حجماً  قد تتمثل في التأجير المستقل للمولدات على المدى القصير وعلى وجه التحديد للفعاليات، أو لفترات طويلة مثل تشغيل موقع بناء، ويوضح قائلاً: " تختلف المشاريع الكبيرة بدءً من نقل ١٠ ميجاوات من الطاقة للفعاليات الموسمية مثل موسم الحج المقدس إلى مزود طاقة بدون انقطاع لحالات الإغلاق أو المنشآت الطبية"، مشيرًا إلى القدرة على دعم قطاعات السوق المختلفة بمقاييس متفاوتة من متطلبات الطاقة.

بالنسبة لرحلات الحج المقدس، قدم هيرتز دايم قوة مؤقتة تبلغ ١٠ ميجاوات. وقال كارتر "بدأت أنشطة الإعداد والتنسيق قبل أسابيع، بتعبئة أكثر من ٤٠ وحدة في منطقة يعد التحدي الرئيسي فيها هو التنقل"، "أكمل الفريق الإعداد الأرضي قبل الموعد المحدد بفترة وجيزة مع تشغيل خدمات الطاقة قبل دخول الحاج الأول إلى الموقع المقدس، وتواجد لدينا فريق خدمة يعمل على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع لتلبية أي تراجع غير متوقع، وكان المشروع ناجحًا بشكل مجمل، حيث انخفض معدل التراجع إلى صفر واستمرت إمدادات الطاقة دون انقطاع طوال المدة".

الثابت الوحيد هو أن جميع عملاء شركات التأجير يطلبون من شركاء التوريد توفير حلول توليد طاقة كاملة، ويستكمل كارتر "يشمل ذلك مسح الموقع والتوصيات الفنية وتزويد جميع الملحقات المساعدة ويشمل ذلك أيضًا مصدر إمداد احتياطي وهو ما يعني استمرار التيار الكهربائي بدون انقطاع دائمًا. 

يمتد تأثير شركة هيرتز دايم في جميع أنحاء الكويت والمملكة العربية السعودية، مع المملكة العربية السعودية في منطقة عملياتها الرئيسية مما يؤدي إلى تشغيل مواقع المسافات الكبيرة ومواقع العمل المعزولة المملكة. يقول كارتر "تُستخدم غالبية أجهزتنا في أماكن نائية يصعب أحيانًا مراقبتها سواء من حيث الاستخدام أو الأعطال" ولهذا السبب تم تزويد جميع وحدات الطاقة في الشركة بأنظمة اتصال عن بعد لتوفير تحديثات أداء الآلة في الوقت الفعلي مثل استخدام الوقود وأداء المحرك.

تتمثل نقطة البيع الفريدة لشركة التأجير في انخفاض متوسط عمر أسطولها مما يتيح لها توفير أحدث التقنيات للعملاء. يقول كارتر "إن ارتباطنا مع أبرز الشركات المصنعة الرائدة يضمن أن معداتنا توفر إنتاجية مثالية".

المحركات هي الأساس

ليس هناك شك في أن المحرك هو أهم مكون للمولد، سواء من حيث وظيفته أو في تحديد السعر النهائي. يمكن تعميم الأمر بالقول إن السوق يمتلك خيارين، محركات حقن الوقود الميكانيكية البسيطة - التي تأتي غالبًا من الأسواق في آسيا حيث يوجد تركيز أقل على معايير الانبعاثات - ومحركات حقن الوقود المباشر من الأسواق المنظمة، حيث يوجد تشديد حاد على تعزيز الإنتاجية وخفض الانبعاثات الناتجة لامتثال للوائح في الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة واليابان وأماكن أخرى.

يقول فابيو ريجون، نائب الرئيس في إف تي بي الصناعية (FTP Industrial) في أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا، إن الشرق الأوسط هو سوق مهم للشركة رغم أن هذا غير مباشر بشكل أساسي؛ تزود الشركة التي تتخذ من تورين مقرا لها محركات لتوليد الطاقة للعديد من الشركات المصنعة الكبرى للمبيعات التي تبيع في الخليج بما في ذلك هيمونسا وجينيراك وبارماك، كما تمتلك هيكل في المنطقة لدعم الموزعين والتجار (على الرغم من أن دعم المنتج يتم تنفيذه بشكل مباشر بواسطة مصنعي المعدات الأصلية).

يقول هيرتز دايم إن متوسط العمر المنخفض لأسطوله للمولدات هو نقطة بيع فريدة لشركته للتأجير.

تشمل ميزات محركات إف تي بي (FPT) استهلاكًا منخفضًا للوقود، وذلك نتيجة للتركيز الهندسي المخصص. يقول ريجون "نستخدم تصميمًا خاصًا لغرفة الاحتراق مما يساعدنا في تقليل استهلاك الوقود مقارنةً بمنافسينا الرئيسيين" كما إن فترة الخدمة على المحركات التي يتم توفيرها لشركات تصنيع المعدات الأصلية للمولدات أطول، حيث يقدم المتنافسون عادة حوالي ٥٠٠ ساعة لفترة خدمة تغيير الزيت الأساسية بينما بالنسبة إلى إف تي بي (FPT) تكون فترة الخدمة ٦٠٠ ساعة، مشيرًا إلى أن هذا لا يوفر المال للمستخدمين النهائيين فقط ولكنه أيضا أفضل للبيئة.

كما يلاحظ ريجون أنه مع التركيز على معايير الحد من الانبعاثات، تعد التكنولوجيا بمثابة أداة تمييز رئيسية بين الشركات المصنعة للمحركات، حتى في البلدان ذات معايير الانبعاثات المنخفضة -كما هو الحال في الشرق الأوسط- لا يزال المشترون يستفيدون من الاستثمار في التكنولوجيا والهندسة، مع الأخذ في الاعتبار تحسين كفاءة المحركات عند شراء منتج بمحرك إف تي بي (FPT)، والذي أصبح مهمًا بشكل متزايد حيث ارتفعت تكاليف الوقود في دول مجلس التعاون الخليجي وقد يستمر ذلك مع استمرار تراجع الحكومة عن الدعم، ويقول ريجون أنه بالنسبة للأسواق منخفضة الانبعاثات أو غير الخاضعة للتنظيم وبصرف النظر عن سعر المحرك يعد دعم الخدمة ضروريًا للحزمة الشاملة.

متطلبات الشبكة

داخل سوق المولدات، يتواجد أيضًا مجموعة متنوعة كبيرة من المولدات منخفضة التكلفة، وهذه هي بنود السلع الأساسية مقارنةً بالوحدات الأكثر تكلفة للتطبيقات الأكثر تقدماً.

يقول دانييل كروسان، المدير العام لشركة هيمونسا الشرق الأوسط، إن الشركة لديها علامة تجارية قوية في السوق مع نتائج جيدة في نطاق ٢٠٠ - ٧٠٠ كيلو فولت أمبير، "في هذا النطاق، تعد الجودة عاملاً هامًا، وباعتبارنا شركة تصنيع أوروبية وعلامة تجارية متميزة، فإننا نقوم بعمل جيد"، تظهر أرقام المبيعات المستمرة في قطاع أبراج الإضاءة، كما يقول كروسان "إنه إلى حد ما أحد بنود السلعة، ولكن نظرًا لأننا شركة تصنيع فبإمكاننا ضبط السعر اعتمادًا على الحجم."

تنافس هيمونسا أيضًا في جانب المشروع، مثل ١ ميجاوات وما يزيد عن ذلك. ومع ذلك، فإن هذا القطاع يواجه منافسة حادة حيث يزداد إنتاج الشركات المصنعة العالمية الكبرى من آسيا شبه القارية وتركيا ولبنان لخفض التكاليف الإجمالية للمنتجات، كما يقول كروسان أنه بجانب ما مجموعه ١٣ منشأة إنتاج في أوروبا وأمريكا الشمالية وأمريكا الجنوبية فإن هيمونسا تمتلك أيضًا مصنعًا في الصين، مما يسمح لها باستغلال تكاليف الإنتاج المنخفضة هناك.

يقول كروسان أنه عندما يتعلق الأمر بالنطاق الأصغر من ٥ إلى ١٠٠ كيلو فولت أمبير، فإن السوق متشبع من قبل الشركات المصنعة منخفضة التكلفة، بحيث يبحث معظم المشترين في نهاية هذا السوق عن منتج لا يمكن استخدامه إلا لفترة قصيرة، مقابل مولدات أكبر حيث تتواجد عقلية التكلفة الإجمالية للملكية بين المشترين.

تمتلك هيمونسا منشآت إنتاج في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك في أوروبا والصين.

ويضيف إن مشتري المولدات الكبيرة عادة ما يكون لديهم متطلبات أكثر صرامة حول أمان مزود الطاقة، "تأمين الطاقة مهم للغاية ويتوقف هذا على قطاع السوق، ففي قطاع الاتصالات وفي المواقع التي لا يمكن فيها توصيل بنيتها الأساسية بشبكة المرافق، يلزم وجود مولدات تعمل باستمرار لتلبية متطلبات الشبكة، وقد تصل هذه المتطلبات إلى ٩٨ ٪ أو ٩٩ ٪ من الجهوزية وإذا لم يتم الوفاء بها، فقد يتم إنزال عقوبات قاسية للغاية على شركة التأجير ".

يوشح كروسان أن مشاريع الاحتياطي هي مجال آخر حيث يتم البحث عن المنتجات المتميزة، "على سبيل المثال، إذا كنت تقوم بتثبيت نظام احتياطي في أحد الفنادق أو مراكز التسوق أو أي موقع آخر فمن المهم حقًا أنه في حالة انقطاع الطاقة عن المنشأة أمن يكون المولد قادرًا على البدأ وتوفير الطاقة اللازمة لخدمات الطوارئ والتدفئة والتهوية ومكيف الهواء (HVAC) ومضخات الحريق أو أي متطلبات أخرى، من المهم جدًا أن تعمل مجموعة المولدات عند استدعائها"

يقول كروسان إن شركة هيمونسا تشهد منافسة كبيرة في قطاع الأنظمة الاحتياطية، وتتمثل مهمتها في إقناع العملاء بالحاجة إلى شراء منتج عالي الجودة سيؤدي المطلوب منه عند استدعائه، ويقول "شراء مجموعة من المولدات الرخيصة لتطبيق أنظمة الاحتياطي والتي لا تعمل عند الحاجة إليها، كوجود بوليصة تأمين انتهت صلاحيتها في يوم شرائها". "نأمل ألا تكون هناك حاجة إليها لمرات عديدة، ولكن عندما تكون كذلك، فإننا نثق بأن منتجاتنا يمكن أن تصمد أمام ما تم بيعها من أجله".

كما تقدم هيمونسا مولدات هجينة -وهي كلمة رنانة في السوق حاليًا - لأنظمة الاتصالات السلكية واللاسلكية والذي يعد قطاعًا رئيسيًا لهذا الغرض، كما توفر هيمونسا وحدة هجينة مزودة بلوحة شمسية وبطارية مما يؤدي في بعض الأوقات لتوفير كبير في الوقود، "إن الأنظمة الهجينة ليست حلاً جديدًا لكنها أصبحت أكثر جدوى، كما إن انخفاض الأسعار على الألواح الشمسية على مدار السنوات الخمس الماضية أو نحو ذلك أحدث فرقًا كبيرًا في نموذج إجمالي تكلفة الامتلاك الكلية (TCO)"، ونفذت مؤخرًا مشروعًا يغذي 11 وحدة كلها في صندوق واحد لشركة تأجير محلية لاستخدامها في قطاع الاتصالات والذي يخضع حاليًا للتجربة، "عامل التقليص الرئيسي هو سعر الوقود، فكلما قل تشغيلك للمولد قل الوقود الذي تحرقه، وبالتالي يقل المال الذي تنفقه" هذا الأمر متوازن مع تكلفة الألواح الشمسية، ولكن بالنسبة للصناديق، صممت الشركة حلاً حيث يمكن للبطاريات تحمل وقت شحن أسرع بكثير، ولكن بصرف النظر عن التوفير المالي فإن هذا يقلل أيضًا من انبعاثات الكربون، وعلى المدى الطويل، يرى كروسان أن القواعد التنظيمية وسعر الوقود هما المحركان الرئيسيان لاستيعاب الحلول الهجينة والدفع نحو الطاقة الخضراء.