حتى نهاية الطريق

ظروف العمل الصعبة لقطاع التعدين تعني أن العديد من المشغلين يتطلعون إلى تمديد دورات الشراء وتشغيل شاحنات القلابة لفترة أطول.

تنطوي عمليات المناجم على معركة مستمرة للحفاظ على تكلفة إنتاج منخفضة قدر الإمكان، ومع انخفاض أسعار السلع الأساسية التي تؤثر على العديد من المناجم في جنوب إفريقيا، أصبح خفض التكاليف أكثر أهمية من أي وقت مضى.

الناقلون هم مكون رئيسي في عمليات المنجم، وبالتالي تتوفر فرصة لتنسيق الإنتاج، في أفضل الأحوال قد يتمكن الموقع الذي يدير عمال النقل بكفاءة من تحقيق نفس الإنتاج باستخدام عدد أقل من الشاحنات، مما يوفر تكاليف رأس المال بالإضافة إلى الوقود والتآكل والتلف والصيانة، وعلى الجانب الآخر، فإن عدم الكفاءة مثل ارتفاع وقت التوقف أو التآكل والتلف المرتفعين ستزيد من تكاليف الإنتاج.

تعد الإطارات من بين أعلى تكاليف النقل بعد الوقود، كما أن طرق النقل سيئة الصيانة يمكن أن تزيد بشكل كبير من تآكل الإطارات، يلاحظ دارين هولدر، مدير مبيعات التعدين في شركة هيتاشي أفريقيا لآلات البناء، ومع ذلك، فإن الحفاظ على طرق النقل يكاد يكون مستحيلًا في بعض المناخات.

"إذا هطل المطر كثيرًا وكانت المواسم رطبة جدًا، ومع ضغط الإطارات في مناطق مختلفة وبحمولة ضخمة فإن ذلك يتسبب في الكثير من الشروخ في الطرق ويُصعب جدًا عملية الحفاظ عليها، يضيف قائلًا: "كثيرًا من الوقت لا  يمكن للمنجم تجاهله، ويصعب للغاية الحفاظ عليه".

تساعد معضلة البحث عن تخفيض التكاليف وزيادة الكفاءة في تفسير التحول الذي يراه هولدر بين "معظم الصناعة" إلى الشاحنات الكهربائية الكبيرة (180 طن أو أكثر)، ويضيف إن شاحنة نقل الحركة الكهربائية تحقق توفيرًا كبيرًا في الوقود بالإضافة إلى تحسين الإنتاجية وخفض تكاليف التآكل.

القيادة تحت العربة تحقق رحلات أسرع خروجًا من حفرة المنجم.

تعتبر مجموعة هيتاشي من شاحنات AC-3 - EH3500AC-3 و EH4000AC-3 و EH5000AC-3 الأولى من نوعها التي تقوم شركة هيتاشي بتطويرها داخليًا بالكامل، ومع نظام دفع مصمم بالكامل بواسطة هيتاشي، بما في ذلك اعتماد التكنولوجيا المستخدمة في القطارات فائقة السرعة.

في أقصى طاقتها، يمكن لنظام عربات هيتاشي زيادة سرعة الشاحنات المنطلقة على المنحدرات خارجة من المنجم، وفي منجم كانسانشي للنحاس والذهب الواقع بالقرب من سولويزي في زامبيا - وهو أحد المشترين الرئيسيين لشاحنات هيتاشي- يمكن لشاحنات AC تحت العربة الرفع على المنحدر بسرعة مضاعفة.

بيلاز هي شركة تصنيع أخرى تقوم بتقديم شاحنات نقل الحركة الكهربائية، بدءًا من شاحنة النقل بيلاز 7558 التي تبلغ حمولتها 90 طنًا مع ناقل الحركة الكهربائي AC/AC  وحتى حمولة 7550 طن، وهي أكبر شاحنة نقل حمولة في العالم. يقول ديمتري فينشيك، الرئيس التنفيذي لشركة بيلاز إفريقيا، الموزع المحلي لجنوب إفريقيا منذ عام 2009، إن أول شاحنة 7558 تم إنتاجها قد تم تسليمها إلى جنوب إفريقيا، ويوضح أن العلامة التجارية موجودة منذ منتصف التسعينات واليوم يوجد 50 شاحنة بيلاز في جنوب أفريقيا، مع الحجم الأكثر شعبية وهو فئة الحمولة 220-240 طن.

يرى فينشيك عددًا من المزايا الرئيسية لنوع مجموعة الحركة الكهربائية مقارنةً بالميكانيكية بما في ذلك زيادة الكفاءة في تقليل استهلاك الوقود وسرعة أعلى على المنحدر لتقليل وقت الدورة وقدرة أفضل على التثبيط الديناميكي تسمح لشاحنة AC بالتحرك هبوطًا بسرعة أعلى.

ويقول فينشيك "إن محركات الجر غير المتزامنة والتحكم الأكثر تطوراً في التباطؤ الديناميكي الكهربي يسمحان بحمل الشاحنة عند القيادة بسرعات أعلى وتوفر تباطؤًا سلسًا حتى التوقف التام، مع القدرة على حمل شاحنة التفريغ دون استخدام الفرامل الميكانيكية" 

يمكن بيع شاحنات النقل مع عدد من خيارات الخدمة المختلفة.

ويضيف بأن زيادة التحكم في عزم الدوران يزيد أيضًا من عمر الإطار، بينما تستهلك الشاحنة المزودة بمحرك كهربائي زيت هيدروليكي وزيت ناقل الحركة أقل مقارنةً بالشاحنة الميكانيكية وتكاليف صيانة أقل.

يعتقد هولدر أن المستقبل سيكون للشاحنات الهجينة ومن ثم الشاحنات الكهربائية بالكامل، باستخدام تقنيات مثل الكبح المتجدد عند التحميل أسفل المنحدر أو الدخول في المنجم ومع نظام عربة لإعادة شحن البطاريات أثناء الخروج من الحفرة. "يتناثر الكلام في أروقة الصناعة بأن هذا هو الطريقة الذي يتجه إليه المستقبل".

زاوية المقاربة

ينوه فينشيك للعديد من المزايا التي يتمتع بها بيلاز متعهدو النقل، بما في ذلك تكلفة رأس المال أقل بنسبة 10-20 ٪ من منافسيها واستهلاك وقود أقل بنسبة تصل إلى 15 ٪ عن شاحنات المنافسين ذات الحجم المماثل والتصميم الذي يسهل فهمه بالنسبة للفنيين المحليين، ميزة أخرى هي قصر فترة التسليم، ويقول "يمكننا [تقديم] وقت التسليم الأكثر تنافسية في الصناعة"، "نحن نضمن توفير آلات جاهزة للعمل عند وقت حاجة العميل لها بالضبط"

ويضيف قائلاً إنه جوهر شاحنات بيلاز هو أن يتوفر للعملاء خيار "محرك موثوق وموثوق به" من كمينز أو إم تي يو.

ظروف العمل الصعبة لقطاع التعدين تعني أن العديد من المشغلين يتطلعون إلى تمديد دورات الشراء وتشغيل شاحنات القلابة لفترة أطول.

يمكن أن تكون تكاليف موثوقية الألة وصيانتها مساهماً رئيسياً في الأداء العام والربحية للمنجم.

يعد استخدام المحركات من الموردين أحد الطرق التي اتخذها عدد من مصنعي المعدات الأصلية في حين أن الآخرين معروفون بإنتاج محركاتهم الخاصة لمجموعة شاحنات النقل.

أكثر مركبات كوماتسو مبيعًا في مجال النقل والإطارات في العالم هي 930E والتي تأتي بعدة أشكال، يعمل الموديل 930E-4 بواسطة محرك كوماتسو SSDA16V160 والمستخدم أيضًا في شاحنات أخرى بما في ذلك 830E-AC.

تقول كاتربيلار إن شاحنة النقل ذات الإطار الصلب 797f هي أكثر الشاحنات مبيعًا في فئتها ذات الحجم 363 طنًا، فضلاً عن أنها توفر أقل تكلفة للطن ويتم تشغيلها بواسطة محرك Cat C175-20.

الظروف القاسية

يتفق الكثيرون أن ظروف السوق صعبة حاليًا، حيث انخفضت الأسعار لعدد من السلع الأساسية، بما في ذلك الفحم، ويشير هولدر إلى أن العديد من المناجم خاصة تلك التي تكافح تحاول تمديد حياة عمال النقل لأطول فترة ممكنة، حتى أن بعض المشغلين يفكرون في بيع أو تعطيل المناجم، وخاصة مع التوقعات السلبية لأسعار الفحم، ويقول "إنهم يحاولون بالتأكيد تأخير عمليات الشراء لأطول فترة ممكنة".

بيلاز تعد الصناعة بالتغلب على المهلة الزمنية للتسليم.

يصف فينشيك بيئة الأعمال في جنوب إفريقيا بأنها "ليست سهلة" مع ارتفاع تكاليف العمالة التي تؤثر على سعر المنتجات النهائية، ويوضح قائلًا " يحتاج مشغلو التعدين إلى توفير الأموال على شيء آخر من أجل الحفاظ على القدرة التنافسية، على سبيل المثال عند شراء معدات جديدة".

متعهدو شاحنات النقل المفصلية

عندما يتعلق الأمر بالشاحنات القلابة الصغيرة، فإن اثنين من شاحنات النقل المفصلية من شاحنات تيريكس  TA300  بسعة 28 طن و  TA400 بسعة 38 طن تحظىا بشعبية بين شركات التعدين في جميع أنحاء جنوب إفريقيا، والتي تستخدمهما بشكل رئيسي في استخراج الفحم، وعلى الرغم من تراجع الاستثمار في هذا القطاع  لا يزال تعدين الفحم يمثل قوة اقتصادية مهمة حيث ساهم بمبلغ 344 مليار راند جنوب أفريقي (24.1 مليار دولار) من إجمالي الناتج المحلي للبلاد في عام 2018.

تمت ترقية الطراز TA300 في أواخر عام 2018 وتم تصنيعه الآن بأحدث ناقل حركة EP320، توفر الماكينة المحدثة تحسينًا بنسبة 5٪ في كفاءة استهلاك الوقود وزيادة في السرعة تبلغ 5 كم/ساعة إلى 55 كم/ساعة وفترة صيانة ممتدة وأداء مُحسّن مقارنةً بالطراز السابق.

على الرغم من الصعوبات التي يواجهها قطاع الفحم في جنوب إفريقيا، إلا أنه يظل قوة اقتصادية. متعهدو النقل المفصليون منتشرون على نطاق واسع في مناجم الفحم.

في الوقت نفسه، يتميز الموديل AT400 بسعة هائلة تصل إلى 23.0 متر مكعب ويتم تشغيله بواسطة محرك عالي الأداء وفعال من حيث استهلاك الوقود، ويبلغ إجمالي طاقته 331 كيلو وات وبحد أقصى عزم دوران يصل إلى 2255 نيوتن متر.

خارج قطاع التعدين والبناء وتطوير البنية التحتية من المتوقع أن يؤدي أيضًا إلى زيادة الطلب على متعهدو النقل المفصلي. يبلغ إجمالي خط أنابيب مشروع البناء في جنوب إفريقيا - بما في ذلك جميع المشاريع الكبرى - 2.6 تريليون راند جنوب أفريقي ومن المتوقع أن تخرج صناعة البناء والتشييد في البلاد من الركود والنمو بنسبة 2.4 ٪ في عام 2019.

وقال روجر تيس، مدير المبيعات الإقليمي في أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا لدى شاحنات تيريكس "نظرًا لوجود العديد من المشاريع الجديدة قيد الإعداد فقد حددنا جنوب أفريقيا كسوق رئيسي لشاحنات تيريكس"، "نريد الوصول إلى عملاء جدد وتعريفهم على متعهدو النقل المفصلي الأقوياء والموثوقين، وكذلك تعزيز التزامنا تجاه العملاء الحاليين في المنطقة".