الوصول إلى الأهداف

يمكن للآلات والتقنيات الجديدة من المصنعين أن تساعد شركات تأجير المعدات لتقديم خدمة موسعة وأكثر كفاءة لعملائها.

كانت الأعمال بطيئة بالنسبة لموردي منصات العمل الجوية (AWP) في دول مجلس التعاون الخليجي، بينما دخل عدد من شركات التأجير الجديدة السوق في ٢٠١٦-٢٠١٧ في دولة الإمارات العربية المتحدة مما أدى إلى زيادة العرض والضغط على الأسعار، وفي الوقت نفسه وفي أسواق أخرى -ولا سيما المملكة العربية السعودية- أدى التأخير في المشروعات إلى تباطؤ المبيعات.

يقول إيان هيوم، مدير مبيعات جيه إل جي (JLG) للصناعات في الشرق الأوسط والهند وروسيا وإفريقيا "كان عام ٢٠١٩ بالتأكيد عامًا مليئًا بالتحديات للجميع في مجال معدات البناء بشكل عام، لقد رأينا أن عدد الآلات التي تدخل السوق يتعرض للضغوط".

ظهر هذا جليًا في الإمارات العربية المتحدة، والتي عادةً ما تعد واحدة من أكبر الأسواق الإقليمية للحصول على المعدات. يقول هيوم "إن انخفاض المبيعات في دولة الإمارات العربية المتحدة في عام ٢٠١٩ كان جزئيًا نتيجة لسنتين قويتين جدًا من النمو في الفترة ٢٠١٧ و ٢٠١٨، لقد رأينا بعض اللاعبين المستأجرين الجدد يدخلون السوق خلال السنوات الثلاث الماضية مما أدى إلى ضغط طفيف على أسعار الإيجارات، كما رأينا بعض النقاط المضيئة في المملكة العربية السعودية ونتوقع أن يستمر ذلك في عام ٢٠٢٠ لدرجة أن المملكة العربية السعودية قد تفوقت على الإمارات كأكبر مشترٍ لمعدات الوصول في دول مجلس التعاون الخليجي"، ويضيف قائلًا "من المعتاد أن يكون حوالي ٧٥-٨٥ ٪ من مبيعات جيه إل جي للصناعات في المنطقة هي لشركات تأجير.

ويقول إن المشاريع الكبرى في دول مجلس التعاون الخليجي الأخرى -مثل مشروع مصفاة تكرير بابكو (BAPCO) في البحرين أو مشروع الدقم في عمان- يمكن أن تؤدي إلى زيادة في الطلب، "سواء رأيت قدراً هائلاً من الاستثمار في معدات جديدة أو عمليات نقل الأسطول من الإمارات - والتي قد تكون أكثر ترجيحًا - فهذه مشاريع تستحق الترحيب للمنطقة".

يشير هيوم إلى أن التدفق النقدي ومواعيد استحقاقات المدفوعات لازالا يمثلان مشكلة دائمة للمقاولين وشركات التأجير ويقول "بشكل خاص خلال الـ ١٢ شهرًا الماضية، حيث كان تحصيل مستحقاتك من السوق يمثل تحديًا كبيرًا" 

تمتلك شركة هيرتز دايم واحدة من أكبر أساطيل منصات العمل المرتفعة المتنقلة (MEWP) في المنطقة.

يقول شربل قرداحي، مدير أيه دبليو بي ميسارت (AWP MESART) والعضو المنتدب لمعدات تيريكس الشرق الأوسط، أن عام ٢٠١٩ كان مقبولًا بالنسبة لشركة جني بشكل عام، على الرغم من أنها لم تف بالتوقعات مع تأخر المشروعات مما تسبب في تأخر العديد من العملاء بدورهم في إنفاقهم الرأسمالي.

يقول قرداحي: "ومع ذلك، ما زلنا نحافظ على حصتنا في السوق وهو أمر جيد دائمًا"، تعكس الطبيعة الدورية للمبيعات التحولات في هيكل السوق، "في السنوات الثلاث الماضية، تحول السوق من كونه سوق المستخدم النهائي في الغالب إلى سوق التأجير، كان العام الماضي انعكاسًا لذلك".

بين اللاعبين المؤثرين في معدات تأجير الوصول، تظهر أسئلة حول استدامة الأسعار المنخفضة التي يقدمها بعض اللاعبين الجدد من حيث نموذج أعمالهم العام. يقول آندي كارتر، المدير العام لشركة هيرتز دايم "لقد رأينا العديد من الداخلين الجدد إلى السوق، وعلى الرغم من تقديمهم معدات جديدة، فإن أسعار الإيجار المعروضة ستوفر عائدًا على الاستثمار دون المستوى المطلوب، مما يصعب في النهاية الأمر على هذه الشركات لزيادة الاستثمار في مجموعة المنتجات هذه".

يقول ويلفريد فيرنانديز، مدير أعمال إعادة البيع في أكسيس رينتال جلف، إنه سوق صعب لشركات التأجير، مع الضغط على الأسعار والحدود الدنيا لها، كما ان العملاء أصبحوا معتادين على مستوىات أعلى من الخدمة. "يدفع ذلك السوق إلى أن يكون أكثر إبداعًا" ويضيف أنه مع شركات التأجير تقوم بتقديم شروط دفع أفضل مع تحسين تدريب المشغلين وخدمات إدارة موقع العمل لجعل العرض أكثر جاذبية، ومع ذلك، لا تزال مبيعات آلات التأجير المستعملة من أيه آر جي (ARG) ثابتة مع أسواق الشراء الرئيسية لآلات دول مجلس التعاون الخليجي السابقة بما في ذلك الهند والدول الأفريقية.

 التركيز على السلامة 

على الرغم من ظروف السوق الصعبة، فإن عملاء شركة التأجير هم أيضًا أكثر انتقائية في متطلباتهم، مما يعني أن شركات التأجير لا تزال بحاجة إلى الاستثمار في أحدث المعدات وتدريب المشغلين والميزات الإنتاجية الأخرى، وتواجد بعض أكبر العملاء في قطاع البتروكيماويات حيث متطلبات المعدات متشددة بشكل خاص.

الاستخدام الداخلي هو أحد التطبيقات الرئيسية لمنصات العمل المرتفعة المتنقلة (MEWP) الكهربائية أو الهجينة.

يقول قرداحي "تضطر الآن شركات التأجير إلى صيانة أساطيلها الأحدث مع الآلات التي يتراوح عمرها بين ثلاث وخمس سنوات" ويشير إلى أن تدريب المشغلين المحترفين وأجهزة استشعار الحمل الزائد وكوابح شرارة المحركات هي من بين السمات الرئيسية المطلوبة في الآلة المستأجرة للعملاء المطالبين.

يقول هيوم أن شركات التأجير تحتاج إلى أسطول متنوع للغاية يمكنه أن يحل محل أي شيء يستخدمه العميل حاليًا مع الحلول الحالية، سواء كان سلمًا نقالًا أو سقالة قابلة للطي أو جنزير مدمج، ويضيف "إن الطلب الذي نراه من شركات التأجير ليس فقط على المقصات الكهربائية التقليدية وأذرع التطويل التي تعمل بالديزل، ولكننا أيضًا نحصل على طلب من قطاعات السوق الأخرى التي يمكن أن تمنحهم عائدات أعلى من أدوات الوصول التقليدية".

يقول كارتر إن هيرتز دايم لديها واحد من أكبر الأساطيل في المنطقة "لقد كان استثمارنا الأخير في ألترا بووم والذي يتماشى مع خطتنا الإستراتيجية المالية، حيث أن استغلال الاستثمار واستغلال الدولار يحقق عوائد أفضل"، لقد قدمت الشركة دائمًا أحدث ميزات السلامة وأنظمة التحكم عن بُعد ويضيف كارتر قائلًا "هذا الشرط يعد الآن أساسيًا بالنسبة للعديد من عملائنا."

في سبتمبر ٢٠١٩، أصدرت بلدية دبي دليلًا تقنيًا إرشاديًا لمنصات العمل المرتفعة المتنقلة (MEWP) والذي يوفر إرشادات مفصلة حول طريقة تشغيل آليات الوصول بما في ذلك متطلبات المشغلين المدربين الأكثر انسجاما مع المعايير الأوروبية، وهذا من شأنه أن يعزز الطلب على حلول الوصول الاحترافية إذا لم يعد بإمكان المستخدمين النهائيين استخدام الحلول المخصصة أو الآلات التي تعمل بواسطة مشغلين غير مدربين.

يقول هيوم "عناصر مثل تحسين السلامة أو اللوائح الخاصة بمرتفعات العمل -على غرار النموذج الأوروبي- ستشجع الشركات على استخدام آلات الوصول، وهي طريقة أكثر أمانًا وأكثر إنتاجية للشركة للقيام بهذه المهمة على أي حال."

هناك أمل في أن يتم اعتماد إرشادات معززة على نطاق أوسع في جميع أنحاء المنطقة، ويقول قرداحي "إن إرشادات بلدية دبي ممتازة، فهي تقدم بعض التوجيهات بشأن حالة المعدات ومؤهلات المشغل - فهي تفوض الاتحاد الدولي للوصول بالطاقة (IPAF)، وهو أمر رائع". "لكنني أعتقد أن الخطوة التالية الآن ستكون تحسين التدريب للمفتشين الذين سيقومون بفحص الآلات حتى يكونوا على دراية بما يقوموا به." 

ويقول كارتر بأن الاتحاد الدولي للوصول بالطاقة (IPAF) يعد لاعباً رئيسياً عندما يتعلق الأمر بمعايير تدريب المشغلين والسلامة، والعديد من الشركات المصنعة الأصلية وشركات التأجير في الصناعة هم أعضاء في الاتحاد، هيرتز دايم هو مزود تدريب معتمد من الاتحاد الدولي للوصول بالطاقة (IPAF) في المملكة العربية السعودية وسيطرح قريباً عروض الخدمة في جميع أنحاء الكويت وقطر، "نعتقد أن هذا يدل على قوة علامتنا التجارية مما يوفر لعملائنا الاطمئنان بأنه في إمكاننا توفير تدريب مكثف لمشغليهم لضمان عملهم بأمان وكفاءة."

هل ستتحول آلات الوصول للعمل بالكهرباء؟

في حين تستخدم آلات الوصول الكهربائي على نطاق واسع في الأسواق عالية التنظيم، ولكن هذا ليس الحال في دول مجلس التعاون الخليجي. "لا أعتقد أن مستوى تغلغل المنتجات الكهربائية والمختلطة في المستوى الذي نريده، لأن هذا مجال تركيز كبير من جميع الشركات المصنعة الكبرى. يقول قرداحي أن السوق في دول مجلس التعاون الخليجي انتقائي للغاية ويعتمد على العملاء أنفسهم، لكن لا توجد قواعد أو لوائح تحكم استخدام المنتجات الكهربائية.

يتناقض ذلك مع أسواق مثل الاتحاد الأوروبي، حيث يكون استخدام الآلات الكهربائية مطلوب بشكل تنظيمي أكبر، كما هو الحال في المناطق المبنية. يعتقد قرداحي أنه في دول مجلس التعاون الخليجي قد تتواجد حاجة لاستخدام الآلات الكهربائية في بعض المجالات الرئيسية مثل وسط مدينة دبي أو حي الملك عبد الله المالي في الرياض بدلاً من آلات الديزل التي تسبب الضوضاء وتنتج أبخرة، ويشير إلى أن متطلبات استخدام الآلات الكهربائية في الداخل يمكن تنفيذها بشكل أكثر صرامة.

قريبًا، قد يكون هناك المزيد من استخدام آلات الوصول الكهربائية مع مجموعة واسعة من الخيارات للمشترين. يقول هيوم إن جيه إل جي (JLG) توفر أذرع تطويل كهربائية تعمل بالليثيوم والتي يمكن أن تضاهي الديزل من ناحية الأداء فضلاً عن كونها مناسبة للعمل في مواقع البناء، ولكن أحد أسباب عدم استخدام الآلات الكهربائية على نطاق واسع هو سهولة إمداد الوقود، حيث يتوفر الديزل بسهولة في جميع مواقع البناء في حين يجب أن يكون هناك مصدر طاقة ثابت لشحن البطارية في الموقع بدلاً من مصدر أو مولد طاقة متذبذب.

يقول هيوم "ستأتي هذه الأشياء عند بناء البنية التحتية من حولها لكن في هذه المرحلة لا يزال التحدي قائمًا، لا سيما في مجال البناء" ويشير إلى أن إدارة المنشآت هي أحد المجالات التي يتم فيها اعتماد الآلات الكهربائية بسرعة أكبر.

تقدم جيه إل جي (JLG) أذرع تطويل كهربائية مناسبة لمواقع البناء.

 ويوضح قرداحي بأن أحد المجالات التي يركز عليها المصنعين هي أنظمة الاتصال عن بعد، حيث تقوم شركات التأجير باستخدامها بشكل متزايد كأداة لإدارة الأسطول بغرض مراقبة الآلات.

"يمكن لأنظمة الاتصال عن بعد معرفة مكان عمل الآلة ووضع تشغيله وحالته واعطاله إن وجدت وتحديد ما إذا كان يمكن معالجة هذه الأعطال ببساطة عن طريق مكالمة هاتفية بدلاً من الاضطرار إلى تحريك أفراد إلى الموقع من أجل تصحيح مشكلة بسيطة، أنظمة الاتصال عن بعد مطلوبة بواسطة شركات التأجير بشكل أكبر من المستخدمين النهائيين.

يقوم عدد من العملاء حاليًا بإجراء تجارب على منتج الاتصال عن بعد كلير سكاي (Clear Sky) من جيه إل جي (JLG) ويعتقد هيوم أن شركات التأجير ستستفيد أكثر من زيادة وضوح حالة الجهاز، حيث تتيح لك القدرة على تشخيص عيوب الآلة عن بُعد بدقة والذي يسمح للشركة بإرسال فني بالأدوات المناسبة وقطع الغيار المطلوبة لمعالجة المشكلة بدلاً من الاضطرار إلى السفر إلى الموقع لتشخيص المشكلة ومن ثم العودة لجمع الأدوات المطوبة لإجراء الإصلاح، وخاصة عندما يتعلق الأمر بالمواقع البعيدة والتي تستغرق ساعات من السفر للوصول إليها مثل مصنع البتروكيماويات في الرويس.

يتيح استخدام تقنيات الاتصال عن بُعد أيضًا لشركات التأجير تقديم ميزات إضافية للعملاء مثل التحكم في الوصول، قفل الجهاز بحيث يمكن للمشغل المدربين فقط فتحه والرؤية الواضحة حول مكان عمل جهاز معين في موقع البناء واستخدام السياج الجغرافي لتوجيه الآلات لمناطق العمل في نطاق مسئولية المقاول.

يقول هيوم إن شركات التأجير ستستفيد أيضًا من آلات جيه إل جي (JLG) للمراقبة الاستباقية وخبرة الشركة المصنعة الأصلية، ويضيف قائًلا "عندما تبدأ شركات التأجير في وضع قيمة مالية مقابل هذا الإنفاق المرتفع وفقدان الكفاءة يصبح من السهل جدًا بالنسبة لهم أن يتم تثبيت كلير سكاي (Clear Sky)على أسطول جيه إل جي (JLG)  الخاص بهم."